تم الإستعانة بتفاسير الشيوخ سيد قطب و متولي الشعراوي في بعض المقالات
|
"لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ "
|
في ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر الكريم، قرأ الإمام في المسجد النبوي هذه الآية: " يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)" [سورة المنافقون].
لقد قرأها الإمام في "المدينة" التي أرادها المنافقون في تلك الحادثة.. قرأها الإمام في ليلة السابع والعشرين من رمضان، حيث يكون موطئ القدمين فيها غنيمة من فرط الزحام ! وهنا عبرةٌ وأيُّ عبرة !
إن "الأعز" هو الذي سينشر اللهُ دينَه حتى يأتيه الناس من كل أقطار الدنيا، يبتغون صلاةً في مسجده.. "وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ" !
إن "الأعز" هو الذي سيمتد مسجدُه حتى يأتي على بيوتات المدينة مِن حوله، ثم هو على سعته وساحاته لا يكفي لأتباعه.. "وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ" !
إن "الأعز" هو الذي سيظل عزيزا حتى في قبره.. هنا في المدينة، تأتي الوفود بالحب والدموع، ليلا ونهارا.. "وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ" !
إن "الأعز" هو الذي سيجعل الله مسجده ومدينته في مَنَعة.. حتى من الدجال الأكبر، حين يعيث في الأرض الفساد.. "وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ" !
إن "الأعز" هو من يتسابق سادةُ الناس وضعفاؤهم على مكانٍ في روضته، أو إطعامٍ في مسجده. حيث سيكون الأمان والإيمان.. "وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ"!
ولو بعث الله هذا "الأذل" من قبره هو وأتباعه، ثم سمع تأمينهم في الصلاة، أو نشيجهم وبكاءهم في الدعاء.. سيرتد إلى قبره خوفا ورهبا "يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ" [سورة المنافقون: ٤]
صدق الله العظيم، ومن أصدق من الله قيلا، ومن أحسن من الله حديثا:
- "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)" [سورة المنافقون].
- "مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا" [سورة فاطر: ١٠].
((( منقول من صحيفة اليــوم )))
جميع الحقوق محفوظة © للدعوة 2013